شات ومنتديات عراق الرومانسية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شات ومنتديات عراق الرومانسية

2 مشترك

    قصيدة المطر للسياب

    حسوني
    حسوني
    عضو جديد


    ذكر
    عدد الرسائل : 12
    العمر : 36
    الموقع : موطني للاخبار
    العمل/الترفيه : كرة القدم
    المزاج : ما الك دخل
    نقاط : 0
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 13/12/2008

    قصيدة المطر للسياب Empty قصيدة المطر للسياب

    مُساهمة من طرف حسوني الأحد ديسمبر 14, 2008 3:00 am

    [size=18][color=white] انشودة المطر للسياب



    عَيْنَاكِ غَابَتَا نَخِيلٍ سَاعَةَ السَّحَرْ ،

    أو شُرْفَتَانِ رَاحَ يَنْأَى عَنْهُمَا القَمَرْ .

    عَيْنَاكِ حِينَ تَبْسُمَانِ تُورِقُ الكُرُومْ

    وَتَرْقُصُ الأَضْوَاءُ ...كَالأَقْمَارِ في نَهَرْ

    يَرُجُّهُ المِجْدَافُ وَهْنَاً سَاعَةَ السَّحَرْ

    كَأَنَّمَا تَنْبُضُ في غَوْرَيْهِمَا ، النُّجُومْ ...



    وَتَغْرَقَانِ في ضَبَابٍ مِنْ أَسَىً شَفِيفْ

    كَالبَحْرِ سَرَّحَ اليَدَيْنِ فَوْقَـهُ المَسَاء ،

    دِفءُ الشِّتَاءِ فِيـهِ وَارْتِعَاشَةُ الخَرِيف ،

    وَالمَوْتُ ، وَالميلادُ ، والظلامُ ، وَالضِّيَاء ؛

    فَتَسْتَفِيق مِلء رُوحِي ، رَعْشَةُ البُكَاء

    كنشوةِ الطفلِ إذا خَافَ مِنَ القَمَر !

    كَأَنَّ أَقْوَاسَ السَّحَابِ تَشْرَبُ الغُيُومْ

    وَقَطْرَةً فَقَطْرَةً تَذُوبُ في المَطَر ...

    وَكَرْكَرَ الأَطْفَالُ في عَرَائِشِ الكُرُوم ،

    وَدَغْدَغَتْ صَمْتَ العَصَافِيرِ عَلَى الشَّجَر

    أُنْشُودَةُ المَطَر ...

    مَطَر ...

    مَطَر...

    مَطَر...

    تَثَاءَبَ الْمَسَاءُ ، وَالغُيُومُ مَا تَزَال

    تَسِحُّ مَا تَسِحّ من دُمُوعِهَا الثِّقَالْ .

    كَأَنَّ طِفَلاً بَاتَ يَهْذِي قَبْلَ أنْ يَنَام :

    بِأنَّ أمَّـهُ - التي أَفَاقَ مُنْذُ عَامْ

    فَلَمْ يَجِدْهَا ، ثُمَّ حِينَ لَجَّ في السُّؤَال

    قَالوا لَهُ : " بَعْدَ غَدٍ تَعُودْ .. " -

    لا بدَّ أنْ تَعُودْ

    وَإنْ تَهَامَسَ الرِّفَاقُ أنَّـها هُنَاكْ

    في جَانِبِ التَّلِّ تَنَامُ نَوْمَةَ اللُّحُودْ

    تَسفُّ مِنْ تُرَابِـهَا وَتَشْرَبُ المَطَر ؛

    كَأنَّ صَيَّادَاً حَزِينَاً يَجْمَعُ الشِّبَاك

    وَيَنْثُرُ الغِنَاءَ حَيْثُ يَأْفلُ القَمَرْ .

    مَطَر ...

    مَطَر ...

    أتعلمينَ أيَّ حُزْنٍ يبعثُ المَطَر ؟

    وَكَيْفَ تَنْشج المزاريبُ إذا انْهَمَر ؟

    وكيفَ يَشْعُرُ الوَحِيدُ فِيهِ بِالضّيَاعِ ؟

    بِلا انْتِهَاءٍ - كَالدَّمِ الْمُرَاقِ ، كَالْجِياع ،

    كَالْحُبِّ ، كَالأطْفَالِ ، كَالْمَوْتَى - هُوَ الْمَطَر !

    وَمُقْلَتَاكِ بِي تُطِيفَانِ مَعِ الْمَطَر

    وَعَبْرَ أَمْوَاجِ الخَلِيج تَمْسَحُ البُرُوقْ

    سَوَاحِلَ العِرَاقِ بِالنُّجُومِ وَالْمَحَار ،

    كَأَنَّهَا تَهمُّ بِالشُّرُوق

    فَيَسْحَب الليلُ عليها مِنْ دَمٍ دِثَارْ .

    أصيح بالخليج : " يا خليجْ

    يا واهبَ اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "

    فيرجعُ الصَّدَى

    كأنَّـه النشيجْ :

    " يَا خَلِيجْ

    يَا وَاهِبَ المَحَارِ وَالرَّدَى ... "



    أَكَادُ أَسْمَعُ العِرَاقَ يذْخرُ الرعودْ

    ويخزن البروق في السهولِ والجبالْ ،

    حتى إذا ما فَضَّ عنها ختمَها الرِّجالْ

    لم تترك الرياحُ من ثمودْ

    في الوادِ من أثرْ .

    أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر

    وأسمع القرى تَئِنُّ ، والمهاجرين

    يُصَارِعُون بِالمجاذيف وبالقُلُوع ،

    عَوَاصِفَ الخليج ، والرُّعُودَ ، منشدين :

    " مَطَر ...

    مَطَر ...

    مَطَر ...

    وفي العِرَاقِ جُوعْ

    وينثر الغلالَ فيه مَوْسِمُ الحصادْ

    لتشبعَ الغِرْبَان والجراد

    وتطحن الشّوان والحَجَر

    رِحَىً تَدُورُ في الحقول … حولها بَشَرْ

    مَطَر ...

    مَطَر ...

    مَطَر ...

    وَكَمْ ذَرَفْنَا لَيْلَةَ الرَّحِيلِ ، مِنْ دُمُوعْ

    ثُمَّ اعْتَلَلْنَا - خَوْفَ أَنْ نُلامَ – بِالمَطَر ...

    مَطَر ...

    مَطَر ...

    وَمُنْذُ أَنْ كُنَّا صِغَارَاً ، كَانَتِ السَّمَاء

    تَغِيمُ في الشِّتَاء

    وَيَهْطُل المَطَر ،

    وَكُلَّ عَامٍ - حِينَ يُعْشُب الثَّرَى- نَجُوعْ

    مَا مَرَّ عَامٌ وَالعِرَاقُ لَيْسَ فِيهِ جُوعْ .

    مَطَر ...

    مَطَر ...

    مَطَر ....

    في كُلِّ قَطْرَةٍ مِنَ المَطَر

    حَمْرَاءُ أَوْ صَفْرَاءُ مِنْ أَجِنَّـةِ الزَّهَـرْ .

    وَكُلّ دَمْعَةٍ مِنَ الجيَاعِ وَالعُرَاة

    وَكُلّ قَطْرَةٍ تُرَاقُ مِنْ دَمِ العَبِيدْ

    فَهيَ ابْتِسَامٌ في انْتِظَارِ مَبْسَمٍ جَدِيد

    أوْ حُلْمَةٌ تَوَرَّدَتْ عَلَى فَمِ الوَلِيــدْ

    في عَالَمِ الغَدِ الفَتِيِّ ، وَاهِب الحَيَاة !

    مَطَر ...

    مَطَر ...

    مَطَر ...

    سيُعْشِبُ العِرَاقُ بِالمَطَر ... "



    أصِيحُ بالخليج : " يا خَلِيجْ ...

    يا واهبَ اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "

    فيرجعُ الصَّدَى

    كأنَّـهُ النشيجْ :

    " يا خليجْ

    يا واهبَ المحارِ والردى . "

    وينثر الخليجُ من هِبَاتِـهِ الكِثَارْ ،

    عَلَى الرِّمَالِ ، : رغوه الأُجَاجَ ، والمحار

    وما تبقَّى من عظام بائسٍ غريق

    من المهاجرين ظلّ يشرب الردى

    من لُجَّـة الخليج والقرار ،

    وفي العراق ألف أفعى تشرب الرحيقْ

    من زهرة يربُّها الرفاتُ بالندى .

    وأسمعُ الصَّدَى

    يرنُّ في الخليج

    " مطر .

    مطر ..

    مطر ...

    في كلِّ قطرةٍ من المطرْ

    حمراءُ أو صفراءُ من أَجِنَّـةِ الزَّهَـرْ .

    وكلّ دمعة من الجياع والعراة

    وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ

    فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد

    أو حُلْمَةٌ تورَّدتْ على فمِ الوليدْ

    في عالَمِ الغَدِ الفَتِيِّ ، واهب الحياة . "



    وَيَهْطُلُ المَطَرْ

    [/color][/size]
    hh love
    hh love
    عميــــ ، خاليـــــــ
    عميــــ ، خاليـــــــ


    ذكر
    عدد الرسائل : 485
    العمل/الترفيه : طالب
    المزاج : عادي
    نقاط : 505
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 26/09/2008

    قصيدة المطر للسياب Empty رد: قصيدة المطر للسياب

    مُساهمة من طرف hh love الأحد ديسمبر 14, 2008 12:49 pm

    شكرا على الموضوع الحلو تحياتي
    hh love
    hh love
    عميــــ ، خاليـــــــ
    عميــــ ، خاليـــــــ


    ذكر
    عدد الرسائل : 485
    العمل/الترفيه : طالب
    المزاج : عادي
    نقاط : 505
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 26/09/2008

    قصيدة المطر للسياب Empty رد: قصيدة المطر للسياب

    مُساهمة من طرف hh love الأحد ديسمبر 14, 2008 12:50 pm

    شكرا على الموضوع الحلو تحياتي

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 3:17 am